مقال سياسي بقالب فكاهي لا يمت للواقع بصلة 

حلم اليقظة 

في أحد شوارع لندن وبقرب أحدي المقاهي المنتشرة هناك والعرب بكثرة في ذلك الشارع ومعي أبني وطلبنا قهوة تركية وأخذت ارتشف فنجالي وكان الكرسي وثير ومريح وخاصة لمن مثلي في هذا السن وبحالتي الصحية  التي أشتكي منها والجو جميل جدا ورذاذ المطر ونحن تحت المظلة التي أمام المقهى يلفح وجوهنا نسمات جميلة تأخذ بلب المشاعر والأحاسيس وتحركها كيفما تشاء واستغرقت في لحظات خلت نفسي في جو غير جوي وتنقلني الذكرى إلي بلادي الحبيبة وأسرح بخيال خصب يتميز بالخيالية والشطحات الفكرية وإذا أنا أمام شخص مهم في مكتب وثير وفخم وهو يردد على مسامعي أن لك منصب في الوزارة الجديدة لأن أسرتكم لم تكن لها مناصب ذات مسؤولية وها هي الفرصة أتت لك على طبق من ذهب فهل تقبل فرددت على الفور نعم أقبل وأقولها وأنا فعلا بلهفة لهذا المنصب ليس لأجل المال ولكن لخدمة بلادي التى تعاني من فساد أدارى ومالي وأحاول أن أصحح بعض الامور التي قد أستطيع حلها بهذا المنصب وخرجت من عند هذا المسؤول البارز وأنا أردد ها هي الفرصة قد واتتك لكي تغير من أمور كثيرة وخصوصا في هذه الوزارة المهمة وقد بنيت خطط في مخيلتي سوف تكون لها الأولوية في أولى مهامي الوظيفية وهي إبعاد من هم عششن الطيور على كراسيهم لسنين طويلة بدون أن يغير من الوضع المزري لأدارته التي أتخمت جيوبه من مناقصاتها وأمورها المادية المسلوبة بعنوة وأبعدت من تمكنت من أبعاده وتحويلة للتحقيق على هذه الاموال التي جناها من لا شيء إلى مليونير ورسمت الخطط وفي الاجتماع الدوري لمهندسي هذه الوزارة وضعنا الخطط ورسمنا طريقا للإصلاح على بيض الورق وبدأت عجلة التطور والعمل الجاد في هذه الوزارة الحيوية في الدولة ومتابعة من الجميع بدون كلل أو ملل في الحفاظ على مستوانا العملي الذى بدأ بنشاط وهمة قوية وسواعد تريد البناء ودارت عجلة الزمن لتتحقق لنا بعض الأمنيات التي كنا نرسمها في الخيال ولكنها أصبحت واقع ملموس وبهمة شباب واعد تغيرت هذه الوزارة من وزارة نصف خسرانة وباردة الحيل في جميع الأنشطة المعمارية والاقتصادية في البلد إلي وزارة منتجة وقدوة في الإصلاح وأصبحنا نقلد الشباب الاوسمة ونعطي شهادات الانجاز والتفوق في مجال عملهم وأصبحنا نتلقى خطابات الشكر للوزارة ولنا بعد أن كانت مهملة طيلة سنوات إلا من بعض الانجازات التي تعمل لكي تكون ستار للنهب والسرق وتهميش الكفؤ من أبناء الوزارة وتحطيمهم معنويا لدرجة أن بعضهم نقل من الوزارة إلى وزارات آخري والبعض قدم استقالته لعدم تكافأ الفرص وإحلال غيرهم من أبناء أصحاب النفوذ والواسطة التي دمرت جسم هذه الوزارة وكانت محل مسألة من قبل أعضاء مجلس الأمة وفي غمرة هذه الأحداث الجميلة التي نقلتني إلى جو المسؤولية والريادة إلا وبرشة مطر على وجهي أفيق من حلم اليقظة الجميل الذى كنت أعيشه بكل جوارحي وأحاسيسي وأنني ما زلت في مكاني في شارع مليئ بالناس و فنجال القهوة جمد من البرد وطلبت غيره ويلتفت عليه أبني ماذا بك أراك سارحا قلت له أنني عشت لحظات من أجمل لحظات حياتي ولو كانت حلم يقظة بس أعادت لي ثقتي بنفسي بأنني سوف أعمل بإخلاص إذا ما حصلت هذه الوظيفة حقا .

الكاتب / مبارك محمد القحطاني 

لندن 5/10/2019