جن أحمد ؟!
تكلم الناس في رأي الناس عن الأفراد وما يرون من رأيهم ، حتى تشابك الرأي بين نور الحق و اشراقة الراوي و هلم للتأريخ ومن نقصد بالرجال الذين أختلفوا في ثقتهم بين أقرانهم و أستناروا بحديثهم ومنهم الأمام ابو حنيفة النعمان حيث كان يرى عن ثقة يراه غيره ليس بثقة وهذا معروف عند أهل كتب الجرح والتعديل وليس لأنه يروي عن الضعفاء لعلمه بضعفهم !
وقد قال الأمام الشافعي "الناس في الفقه عيال عند ابي حنيفه" لقد نشأ ابوحنيفة في بيئة كلها أهل علم إذا أخطأ واحد صاح الباقي يعرفه خطأه !؟ ومع علمه وورعه يقول " قولنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه ، فمن جاءنا بأحسن من قولنا فهو أولى بالصواب منا " والإمام الشافعي كان يستروي الحديث برأي خالد الزغبي وهو مختلف بثقته ، و الإمام احمد كان يروي عن عامر بن صالح وهو مختلف بثقته ! أتدرون لماذا؟! لأن كل شيخ يرى راويه من حيث لا يراه غيره فأشرقت أنور علمهم و أتم الله نوره ، فكان الإمام أحمد لايرى عامر بن صالح " يكذب" و كان ابوحنيفة يروي على سبيل المتابعة والإستشهاد !. هؤلاء الحفاظ الصادقين نتيجة لأهواء شخصية متزنة بالخوف من الله و التحري و التحرز الذي يعمد إلى تحليل مصدرهم بالحديث أو أخذ رأي فقهي تعقبهم العلماء على جلالة قدرهم و رجاحة عقلهم ! فهل نبحث لكم عن أكاذيب صدقنا خبرها و لم نعرف مصدرها و كأنها أحاجي بلا مصدر منها قصة أحراق سفن المسلمين على يد القائد الأمازيغي المسلم طارق بن زياد أو لنتذكّر أشهر كاذب عرفته البشريّة مسيلمة الكذاب وفي أوقاتنا الحالية أشهر كاذب عند الأطفال وبات أيقونةً للكذب، حتى أننا نصف كل من يكذب بأنه "بينوكيو". هل تعرفونه؟!! اسألوا أطفالكم عن الدمية الخشبية الكذابة ؟!!
الخوف أحبائي كل الخوف من تصديق الأخبار التي تهز كيان المجتمع أو تمس الوطن ولا نعرف ألمصادر بل يجب الرجوع للمصدر وهذا تأكيد ما أصبوا اليه " أعظم الكوارث التي يجب الحذر منها قبل وقوعها خبر بلا مصدر موثوق" .
هل تعلمون ووفقاً لصحيفة، الأندبندنت" البريطانية، فإن مسابقة "الكذب"، تقام سنوياً في مقاطعة "كمبريا"، شمال غرب انجلترا وحصل"الفائز" على جائزة مالية بقيمة (25) جنيه استرليني في المسابقة التي يعود تاريخ تنظيمها إلى (200) عام. وفي الختام يقول ابو داود سمعت يحي بن معين يقول : جن أحمد يحدث عن عامر بن صالح !
كتبه من عمق الكلمة
لافي هليل الرويلي