الكاتب/ نايف العجلاني
يعتقد الكثير من الناس وخصوصا مجتمعنا الذي يفتقر للثقافة النفسية أن الأدوية النفسية تسبب الإدمان وذلك للأسف بسبب بعض السلوكيات الخاطئة التي ربطوها بالأدوية.
ومن هذه السلوكيات ترك العلاج بدون إستشارة الطبيب المعالج مما يسبب أعراض إنسحابية مزعجة وبعدها تتسبب الإنتكاسة التي يربطها المجتمع بحالة الإدمان وأنّ ترك الدواء ضرره أكثر من نفعه مما يجعل المريض النفسي يفقد الثقة في الأدوية النفسية بل وقد يصل أن يفقد الثقة في الطبيب النفسي ويصبح أسير المرض النفسي مدى الحياة يتوجس من اخذ الدواء.
ومن واقع تجربتي الشخصية مع مرض الإكتئاب كنت متوجس وخائف من الأدوية وذلك بسبب ماقرأت في المنتديات الصحية الغير رسمية ومن تجارب المرضى التي كانت للأسف لاتساعد على اخذ الدواء بل وتنصح بالإبتعاد عنه لأضراره المزعومة التي ماهي إلا اعراض انسحابية جاءت بسبب تصرفنا الفردي الذي ليس للطبيب النفسي أو الدواء ذنب في مايحصل لنا من هول هذه الأعراض .
وقد جربت الأعراض الإنسحابية مرتين مرة وأنا لا أعلم أنها اعراض إنسحابية وكنت أعتقد أني سأموت وشُخصت وقتها بالقولون العصبي وجرثومة المعدة ولم يكن قصور في التشخيص الطبي ولكنها أعراض طبيعية تحصل وهي مشابهة تماما للأمراض التي شُخصّت بها والمرة الثانية في باريس ولكن هذه المرة كنت أعرف أنها الأعراض الإنسحابية وواجهتها بكل بساطة.
وهنا يكون الفارق في مواجهة ماتعرف ومواجهة ما لا تعرف فعندما نكون على علم بالأعراض الإنسحابية وأن الدواء النفسي لايُسبب الإدمان بل هذا الدواء هو غير شخصيتي وأصبحت شخص لم أُكن احلم به من ايجابية أمتلكها وفن في تكوين العلاقات وشخص محبوب وإجتماعي بعد ماكنت عكس هذه الصفات تماما.
نصيحة من مكتئب سابق وشخص إيجابي حالياً لاتخاف من الدواء النفسي فهو مصنوع لأجلك أنت لأجل مساعدتك وليس لضررك ولكن يجب إتباع الوصفة بحذافيرها بدون زيادة أو نقصان فلكل شئ له ضرر إذا زاد عن حده ولنا في الأبيضين خير مثال ( السكر والملح ) إذا زادوا عن حدهم الطبيعي سوف يكون لهم تأثيرات صحية خطيرة.
ياصديقي المريض النفسي كن واثقا بطبيبك وبما يصرفه لك من دواء وإتبع التعليمات وستجد الفرق وستندم على كل لحظة ترددت بها في عدم أخذك للدواء النفسي.