إنقطاع الانترنت ..
اجتمع أفراد عائلتي في الصالة مع بعضهم بعد انقطاع الإنترنت عنهم لمدة يومين لأسباب فنية لدينا (تحدّثوا واشتاقوا لرؤية بعضهم كثيراً)
نعم أعرف من تربيتي لهم بأن أفراد عائلتي جميعهم عائلة اجتماعية طيبة وأخلاقهم فاضلة ولكن فرقتهم ليالي الوحدة وأيام الإنطواء على الذات بسبب الإنترنت و برامج التواصل الاجتماعي المتعددة ( كالواتس آب ، سناب شات ، يوتيوب وتويتر وغيرها الكثير )فالكل مشغول مع ذاته في غرفته بالرغم من أن جميعهم في شقة واحدة ولكن كل فرد منهم في وادي لوحده مع الإنترنت، فلا صدى يوصل بينهم.
وهكذا دواليك في (كل بيت يُفعل به الإنترنت) في هذا العصر الحديث- عصر التكنولوجيا- ولا يقتصر الأمر على عائلتي فحسب -بل نشاهد ذلك في معظم العوائل هذا بالأضافة إلى أن هناك بعض المميزات الجديدة للجوال الخلوي الحديث( 4G) جعل الكل يتحول وينتقل بسرعه البرق للإنترنت ويستخدمه فى أي وقت ومن أي مكان وبدون إنقطاع:
في معظم البيوت والاستراحات وصالات الأفراح وعلى كراسي العزاء وفي المطاعم والمقاهي وصالات انتظار الدّوائر الحكومية والعيادات وغيرها( فلا سلام ولا كلام بينهم الكل مشغول بجواله ويفوت على بعضهم الدور وهو لايدرى)
وحتى لدى القليل جداً من الموظفين وبعض اصحاب المحلات بجميع انواعها قد يخاطبك أحياناً وعينه على جواله .
وكذلك في المهرجانات والمباريات والندوات البعض مشغول بجواله .
ناهيك عن خطورة استعمال البعض للجوال اثناء قيادة السيارة ، كذلك ناهيك بالاتصال فقط عن طريق الجوال للمعايدة وتقديم التعازي ،
و إن في كلتا الحالتين لم تكن المشاركة الوجدانية للأقرباء والجيران والأصدقاء والتي تعودنا وتربينا عليها من الأباء والأجداد بهذا الشكل (فأين أنت الآن بل أين أنا) من ذاك الزمن الجميل ،الذي ليس له مثيل فى التراحم والتواصل بيننا قبل التقنية الحديثة وعصرالجوال والذي نتمنى جميعاً بأن يستخدم في جميع مجالات الحياة المتنوعه ماعدا الوصل والوصال مع بعضنا البعض في جميع المناسبات والأوقات.
أسأل الله عزوجل الهداية والتوفيق للجميع .
الكاتب / فيصل سروجي