الصمت الرهيب ..
الكلمات تسمرت والأحرف يبست عروقها من ظمأ السنين فأصبحت تجري لاهثة وراء المجهول في عقل إنسان تائه في خضم هذه الحياة فارتسمت علي شفاهه عطش الكلام وبلغ الصمت ذروته فأصبح يدور حول معني الكلام لعله يصل إلى نتيجة لبلوغ الهدف فتاهت الكلمات بين الشد والجذب فأصبح يلوك الأحرف بين فكي نديم الحياة التي باعدت بينهما غربة السنين وبعد المسافات فتراءت على لوحة الصبر عنوان مأساته ووجوده في غرفة الانتظار في مطار الرحيل المر وبجوار الألم الذي يتلوى أمامه فكانت نظراته زائغة بين الحنين للأمل والألم فكانت رحلة الشقاء في ذروتها ترسم طريق الأمل والمستقبل لفتاته الصغيرة التي تنظر بعين العطف لعيون بكت واسودت محاجرها من الخوف من المستقبل المجهول فيري برودة الشتاء في صيف الفراق ورطوبة الأمل بالله فكانت نسمات العرق تهب على جبين الدعاء بالشفاء وكانت بلسم الجرح الغائر المثقل بالهموم في حنايا الغربة وعدم المعرفة فأصبح يبحث عن من يبوح له بسر الأحاسيس المتعبة فلا يجد سوى دموع يافعة تراقب خطوات الأمل فيهب من شدة الروع واللهفة من حلم يفيق منه على صرخات الألم في عيون باكية تدق ناقوس في عالم الأحلام
والله المستعان.
الكاتب / مبارك محمد القحطاني