مأساة أم ..
الكاتبة / الهنوف الشامي
سيناريو يتكرر في كل بيت دخل به فايروس كورونا تموت الجدة وينتقل لكل العائلة ذلك الفايروس عافنا الله وإياكم لم أكن أعلم معاناة المصابين بذلك المرض حتى دخلت الكورونا بيتنا وتعايشت مع تلك المعاناة تباعد تجلس في غرفة لوحدك بل الأم تكون أصعب وضع عندما يكون طفلها لم يبلغ ٤ شهور وتتركه في مكان أمان بعيداً عن ذلك الفيروس وتبدأ معاناته في كل ليلة بكاء ويتقطع قلبها عليه ونياح لاتعلم هل ستخرج من هذا المرض بسلام أم سيحصدها مع الملايين الذي حصدهم ، تتفقد سرير أبنها الفارغ بين الحين والأخر وتبكي فهي أم تتألم ألمين في الوقت ذاته ألم الفراغ الذي تركه آبنها وآلم الاشتياق الذي يُقطعها أرباً أم ألم الكورونا ، بل وصلت الأم لحالة أنها تتفقد أبنها في ااسرير وتخرج تتفقده في أرجاء البيت وتسأل أخاها فلان وأمها وأختها فلانة هل رأيتم أبني لم أره في الغرفة في سريره بحثت عنه ولم آره فتتذكر بعد الاستيعاب بعدة ساعات أن آبنها ليس موجود بالبيت أصلا فهو ذهب لبيت جده لرعايته حتى تتحسن .
وعندما تتصل سناب لترى ذلك الطفل الذي لايعرف التحدث يبكي ولايرد على حديثها معه . ففي بكائه عتاب على أمه لماذا تركتيني ورحلتي ؟هو لايعلم أن أمه مريضة لاتستطيع لمسه لاتستطيع شم عبقه بل تخاف تلمسه وتتسبب بأذيته لايعلم أن امه تعاني لايعلم أن أمه مشتاقة له لايعلم أن أمه تحبه فالأم اصبحت تبكي وتقول ابني لايريدني وهي لاتعلم أن الملجأ والأمان والعافية له هو سكنه بعيدا عنها .. فاللهم أحفظ أمهاتنا من كل سوء وأحفظ أمهات المسلمين وازل عنا تلك الغمة واشفي كل من إبتلي بذلك البلاء .