خطوات على طريق الدعوة
د. عبدالله بن معيوف الجعيد
الدعوة إلى الله هي الدعوة إلى الإيمان به وتصديق الرسالات التي جاء بها الأنبياء والمرسلون والعمل بما جاءت به هذه الرسالات من عبادات وطاعات واجتناب ما نهت عنه من معاصي ومنكرات، وهي فرض كفاية على المسلمين، إذا قام بعض أهل العلم بها سقط التكليف عن المجتمع وأصبحت الدعوة إلى الله سنة مؤكدة، والدعوة لا تقتصر على العلماء فقط بل تشمل كل من يمتلك العلم والمقدرة من المسلمين.
وتهدف الدعوة إلى الله إلى هداية الناس وإرشادهم إلى طريق الإيمان والنجاة في الدنيا والآخرة، كما تهدف إلى إصلاح عقيدة المؤمنين وإرجاعهم إلى طريق الدين القويم، فقد جاءت الدعوة إلى الله من أجل أن يتم إعمار الأرض وفق تشريع رباني يضمن للناس الحياة في مجتمع قائم على مبادئ الخير والسلام.
وتقوم الدعوة إلى الله على مجموعة من الأصول التي لا تتغير أو تتبدل بتغير الزمان أو المكان، وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأصول في وصيته لمعاذ فقال: (فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)، حيث ترتكز هذه الأصول كما بينها النبي صلى الله عليه وسلم على التوحيد لله عز وجل وإقامة أركان الدين وفرائضه.
والداعية هو كل مسلم مكلف شرعاً بتبليغ الدعوة إلى الله، وهو بذلك يحمل أمانة تبليغ الناس وإرشادهم إلى الدين الصحيح والعقيدة السليمة، ويتركز واجبه على التوعية بالعقيدة الصحيحة وتعليم الناس كيف يقيمون أركان الدين، ويجب أن يتميز الداعية بمجموعة من الصفات حتى يؤدي دوره الدعوي بكفاءة منها العلم الكافي والتمتع بالحكمة والموعظة الحسنة كذلك الصبر والسلوك القويم