(حوار مع الباحث في الاعشاب الطبيعية فيصل الملاحي حول الأعشاب الطبيعية
وتأثيراتها على الصحة)

منذ آلآف السنين كانت الأعشاب هي العلاج الرئيسي قبل توفر الأدوية وهناك الكثير من الحضارات القديمة كالطب العربي والطب الهندي والذي يسمى بالايروفيدا وأيضا الطب الصيني وغيرها كانت تعتمد علاجاتهم بشكل أساسي على الأعشاب. 
ومن هنا يسعدنا اليوم أن نتشرف بعمل حوار مع الباحث في الاعشاب الطبيعية الاستاذ / فيصل الملاحى الذي سيحدثنا فيه عن الأعشاب الطبيعية وفوائدها واستخداماتها. 

س١ /   كباحث علمي ماهو مفهومك حول الأعشاب الطبيعية؟

باختصار يمكن تقسيم الأعشاب إلى 
أعشاب غذائية وأعشاب علاجية، 
-(فالأعشاب العلاجية) تستخدم عند الحاجة ولفترة مؤقتة مثل القسط الهندي والمره وغيرها، 
-(والأعشاب الغذائية) يمكن تناولها بشكل يومي بكمية معتدلة مثل الكمون والكركم وغيرها.
-<هناك عدة طرق لاستخدام الأعشاب بحسب حالتها> 
مثلا عند تناول الأعشاب على شكل أوراق مثل النعناع أو الزعتر  البردقوش يتم نقعها في الماء الحار لمدة مابين 10-15 دقيقة وتغطيتها (لعدم تطاير الزيوت العطرية) وبعد أن تدفأ يتم تصفيتها وشربها، وفي حال كانت صلبة مثل بذور الشمر أو اليانسون يتم غليها في الماء، وفي حال كانت مطحونة يتم اضافة عليها الماء الحار بشكل مباشر مثل الزنجبيل أو القرفة، وهناك أيضا الزيوت المستخلصة من الأعشاب مثل زيت النعناع أو اللافندر هذه تكون أكثر تركيزا بحيث يجب تخفيفها عن طريق اضافة نقاط منها مع الماء أو الزيت (ولكن غالبا مايكون استخدام هذه الزيوت خارجيا إلا في حال كانت مخصصة للاستخدام الداخلي).

س٢ /  أعطنا أمثلة حول اعشاب طبية واستخداماتها الصحية؟

- زهرة البابونج: البابونج تعتبر من الأعشاب العطرية المشهورة في رائحتها الزكية وطعمها الرائع، وهي من الأعشاب الطبية التي تساعد في تقليل مشاكل الجهاز الهضمي من الانتفاخات وعسر الهضم، وتساعد أيضا في تقليل مستويات القلق والتوتر وزيادة الاسترخاء، وتساعد في  تحسين النوم وتقليل الأرق. يمكن تناول مقدار ملعقة صغيرة من زهور البابونج ويتم غليه من 5-10 دقائق ثم تركه لمدة 5 دقائق حتى يَدفى ثم شربه، ويمكن شرب مابين 1-3 أكواب في اليوم، ويمكن تناول كوب قبل النوم لتحسين جودة النوم، ولتحسين الهضم يمكن شرب كوب بعد الطعام بنصف ساعة، ولتقليل مشاكل التقرحات يفضل شربه في الصباح على الريق.
 
- القرفة: تعتبر القرفة من أفضل الأعشاب لتنظيم مستوى سكر الدم وتعمل على زيادة حساسية الانسولين وتخفيض الدهون الثلاثية والكولسترول المتأكسد، وتحسن الهضم وتخفف آلآم الدورة الشهرية وتساعد بطريقة غير مباشرة في تقليل الوزن. ويمكن شرب مقدار نصف ملعقة صغيرة من مسحوق القرفة على كوب ماء حار بعد الوجبات مرتين في اليوم، وأفضل أنواع القرفة هي القرفة السيلانية ويجب تجنب القرفة الصينية. (تحذير: في حال تناول أدوية السكر يجب مراجعة الطبيب لعدم حصول هبوط في مستوى السكر لاسمح الله).

- عشبة حليب الشوك (Milk Thistle): تعتبر من أقوى وأشهر الأعشاب لصحة الكبد بسبب احتوائها على المادة الفعالة والتي تسمى السيليمارين، بحيث تعمل على تجديد خلايا الكبد والمحافظة عليه وحمايته من الأمراض وتنقيته من السموم (ديتوكس)، وعلاج لمشاكل الكبد المختلفة وتقليل الدهون الثلاثية والكولسترول المتأكسد، وتساعد في تحسين وظائف الغدة الدرقية بحيث تساعد على عملية تحويل الـ T4 الى T3 وهو الشكل النشط لهرمون الغدة الدرقية. وتتوفر عشبة حليب الشوك بعدة أشكال إما شاي أو مكمل غذائي بجرعة 500 ملغ، وفي حال تناول المستخلص يتم تناول جرعة 300 ملغ لمدة ثلاثة أشهر. (تحذير: يجب استشارة الطبيب في حال وجود أي مشاكل في الكبد أو الكلى أو في حال تناول أي نوع من الأدوية وخاصة أدوية  الكبد، وقد يقلل من فعالية أدوية منع الحمل).

- عشبة الأشواقندا (Ashwagandha): ومن مسمياتها أيضا العبعب المنوم أو الجنسنج الهندي. وكانت تستخدم الأشواقندا قديما منذ آلآف السنين في الطب الهندي (الايروفيدا) بحيث تساعد في زيادة نشاط وقوة الجسم وتحمل الضغوط الجسدية والنفسية وزيادة القدرة الزوجية وتحسين جودة النوم، وتقليل أعراض التوتر والقلق وتحسين المزاج فهي تعمل على موازنة هرمونات الجسم وخاصة هرمون الكورتيزول. وتتوفر عشبة الأشواقندا بعدة أشكال إما شاي أو بودر أو كبسولات، وجرعات الجذور تتراوح مابين 1-5 غرام، وجرعات المستخلص مابين 300-600 ملغ لمدة ثلاثة أشهر. (تحذير: عدم استخدامها في حال الحمل أو الرضاعة أو مع الأدوية المهدئة أو أدوية الضغط والسكر أو  أدوية الغدة الدرقية ويجب استشارة الطبيب).

س٣ /  هل من الممكن استخدام الأعشاب الطبيعية في تخفيف الآلام أو لعلاج بعض الأمراض؟

-نعم هناك الكثير من الأعشاب الفعالة والتي كانت تستخدم قديما منذ آلاف السنين لعلاج بعض المشاكل الصحية وتقليل الآلام. على سبيل المثال لآلام الأسنان من الشائع استخدام القرنفل على الضرس يساعد على تسكين الألم، ولتقليل الإلتهابات والعدوى الموسمية وزيادة المناعة يمكن استخدام بعض الأعشاب مثل الزنجبيل والكركم والحبة السوداء والقسط الهندي والأكنيشيا، ولتقليل مشاكل الجهاز الهضمي والقولون يمكن استخدام الزنجبيل والكمون والشمر والنعناع والبابونج، ولقرح المعدة يمكن استخدام العرقسوس والتمر الهندي والبابونج، ولآلام الدورة الشهرية يمكن استخدام البردقوش والقرفة واليانسون، ولمشاكل الجهاز التنفسي والكحة يمكن استخدام شاي الزعتر وأوراق الجوافة، ولإلتهابات الحلق يمكن استخدام غرغرة المره أو القرنفل، ولمشاكل النوم والأرق يمكن استخدام شاي البابونج والخزامى (اللافندر) والنادرين، ولتقليل التوتر والقلق يمكن استخدام بعض الأعشاب المتكيفة مثل الأشواقندا والجنسنج والروديولا والريحان المقدس، وهناك أعشاب فعالة لتقليل السكر مثل القرفة وعشبة البربرين والمورينجا وغيرها الكثير.

* (وبالطبع هذه فقط أمثلة عامة وفي حال وجود أي مشكلة صحية أو عند تناول أي نوع من الأدوية يجب استشارة الطبيب لعدم تعارضها مع الأدوية). 
 
س٤ /  ما رأيك بفكرة التداوي بالأعشاب هل هي مفيدة حقا أم مجرد شائعة؟

منذ آلاف السنين كانت الأعشاب هي العلاج الرئيسي قبل توفر الأدوية وهناك الكثير من الحضارات القديمة مثل الطب العربي والطب الهندي والذي يسمى بالايروفيدا وأيضا الطب الصيني وغيرها، كان علاجهم الرئيسي ضد الأمراض هي الأعشاب. والأعشاب بشكل عام جرعاتها تختلف بحسب الحاجة بحيث أن هناك جرعات يومية غذائية، وهناك جرعات علاجية بحسب الحالة الصحية بحيث يتم تناولها بجرعات أعلى وأكثر تركيزا وغالبا مايتم استخدام المستخلص (Extract) بحيث أن تأثيرها قد يماثل تأثير الأدوية أو المضادات الحيوية. (فلهذا قبل تناول الأعشاب بجرعات عالية ولمدة طويلة يجب استشارة شخص مختص وخاصة في حال تناول أي نوع من الأدوية).

س٥. كيف نظيف الأعشاب إلى نظامنا الغذائي؟

هناك الكثير من الأعشاب الغذائية الآمنة والمفيدة والتي يمكن إضافتها بشكل يومي مع الأكل مثل القرفة وأوراق الغار والبابريكا والكركم والكمون والهيل والزعفران والقرنفل، وهناك أعشاب يمكن شربها مثل الزنجبيل والشاي الأخضر والبابونج والكركديه والمورينجا وغيرها.

س٦/  (الشيء إن زاد عن حده إنقلب ضدة) هل تنطبق هذه المقولة على الأعشاب؟ هل بالفعل الإفراط في استخدامها قد يضر بصحة الفرد؟

-نعم بالتأكيد فكما تم توضيح سابقا أن الأعشاب يمكن أن تصل إلى مستوى الأدوية وخاصة الأعشاب الطبية فقد تصبح ضارة في حال تناولها بطريقة غير صحيحة من حيث الجرعة والمدة الزمنية. ولاينصح بخلط الأعشاب مع بعضها إلا إذا كان الشخص مختص في الأعشاب لتجنب التعارض.
وأيضا كما هو معروف أن هناك الكثير من الأعشاب تتعارض مع الأدوية أو قد تكون غير مناسبة لبعض المشاكل الصحية. على سبيل المثال كما هو معروف أن الزنجبيل أو مكملات الثوم تعمل كمسيل للدم فهي ممنوعة على من يتناولوا أدوية السيولة مثل الاسبرين، وأيضا المورينجا غير مناسبة لمن يعانوا من خمول في الغدة الدرقية، واليانسون غير مناسب لمن يتناولوا أدوية الإكتئاب أو أدوية منع الحمل، والأعشاب التي تقلل السكر يجب الإنتباه عند تناولها مع أدوية السكري وغيرها. 

س٧ / هل من نصائح تود أن تقدمها لقرائنا الكرام حول الصحة بشكل عام؟

-“الصحة كنز لايعرفها إلّا من افتقدها” 
فلا يجب أن نصل إلى المرض للتغيير من نمط حياتنا، بل يجب تطبيق قاعدة
 “الوقاية خير من العلاج” وذلك باتباع أسلوب حياة صحي وتطبيق العادات الصحية، والتي يمكن تلخيصها بالنقاط التالية:
1. الأكل الصحي والطبيعي والإبتعاد عن مثلث الخطر (السكر ،والدقيق الأبيض، والزيوت المكررة والمهدرجة)، وتقليل عدد مرات تناول الطعام خلال اليوم مع كثرة الصيام سواء الصيام الإسلامي أو المتقطع.
2. النوم الجيد في الليل لأن في فترة النوم يتم تجديد الخلايا وعمل تنظيف للدماغ، وأيضا النوم يمثل ثلث الصحة وهو من أهم العوامل لتحسين الصحة النفسية والجسدية. 
3. ممارسة الرياضة وأقلها المشي نصف ساعة في اليوم ويعتبر المشي بحد ذاته صيدلية متكاملة (وتذكر أن العضو الذي لايستخدم يضمر). 
4. الحرص على تحسين الصحة النفسية وإدارة الضغوط العصبية قدر المستطاع والتقرب إلى الله عز وجل، وتجنب الوحده واحرص على العلاقات الصحية مع الأهل والأصدقاء.
5. عدم وجود نقص في الفيتامينات والمعادن وبالأخص فيتامين D.
* فعند تطبيق هذه الوصايا الخمس ستحسن من صحتك الجسدية والنفسية وستقي نفسك من كثير من الأمراض
* ويجب أن تكون هذه العادات كأسلوب حياة صحي وبشكل مستمر وليست لفترة مؤقتة، وتذكر دائما “قليل مستمر خير من كثير منقطع”
-متعنا الله وإياكم بالصحة والعافية. 

-كنتم مع الكاتبة 
-هويدا الشوا  
نلقاكم قريبا في حوار صحفي اخر بإذن الله.