مع مطلع القرن الحادي والعشرين بات على الجميع أن يغيروا ويطوروا في أساليب قيادتهم لمنظماتهم ومؤسساتهم لضمان فاعليتها وجودة مخرجاتها ، فنحن بحاجة إلى القيادة الفعّالة في مختلف جوانب حياتنا سواء في المؤسسات أو في فرق العمل لما لها من أهمية كبرة في تعميم القوى الإيجابية ورسم معالم المؤسسة لتحقيق الأهداف بالإضافة إلى أنها حلقة وصل بين الموظفين وخطط المؤسسة ، ودورها في السيطرة على مشكلات العمل ومواكبة التغيرات لصالح المؤسسة وتنمية وتدريب الأفراد .
وكان لزامًا لذلك أن تتحقق أركان القيادة الأربعة المتمثلة في وجود جماعة من الناس وشخص يوجه الجماعة في ظل ظروف وملابسات وبيئة محيطة بهم .
ولنقف قليلًا عند مستويات القيادة التي يمر بها كل قائد حيث هناك القيادة من خلال المنصب التي يتبع فيها الأشخاص القائد حسب منصبه والامتيازات الإشرافية الرسمية عليهم ، ولكن الاستمرار في هذا المستوى سيؤدي إلى تسرب المتميزين ويبدأ النفوذ والتأثير بالتتاقص تدريجيًا ، أما المستوى الثاني فهو القيادة من خلال القبول حيث تسود العلاقات الأسرية في المؤسسة اولاستمرار فيه سيؤدي إلى تقديس العلاقات على الإنتاجية والإنجاز ويحبط المنجزين لكثرة مراعاة المشاعر والخواطر ، ونأتي للمستوى الثالث وهو القيادة من خلال الإنتاج ففيه تحقيق للنتائج تُشعر الفريق بالفخر والاعتزاز والثقة في قرارات القائد ، ولا يحبذ الاستمرار فيه كثيرًا حيث سيؤدي إلى يؤدي إلى قيادة مركزية وفريق الرجل الواحد وهذا سيؤثر سلبًا على تحقيق رؤية المؤسسة واستمرارية نموها ، وننتقل إلى المستوى الرابع وهو القيادة من خلال تطوير الآخرين حيث استثمار الوقت والمال في تطوير الفريق وتمكين قادة جدد وازدهار المؤسسة ، ونخبة من القادة يصلون لهذا المستوى حيث الازدهار وانطلاقة غير عادية للمؤسسة ويفضل البقاء في هذا المستوى طويلًا ، وأما المستوى الخامس والأخير فهو القيادة من خلال الزعامة ويتضح فيه بناء وتمكين الأشخاص والقادة الأكفاء والنزاهة الأخلاقية والمحبة والعطاء واحترام الناس لشخص القائد ،وهذا المستوى الرفيع لهذه القيادة تطلق المؤسسة للريادة وخلق بيئة صحية جاذبة للكفاءات .
وحديثنا هنا عن سلم القيادة سنتطرق فيه إلى كل مستوى ونبدأ بالقائد الجديد حيث يعتبر ناجحًا في معرفة أماكن المكسب والخسارة ويحسن اختيار موظفيه إلى جانب اهتمامه بكسب محبتهم ويضع أهداف التطوير مع فريقه ، أما المستوى الثاني من السلم فهو القائد الجيد الناجح في عقد الصفقات المربحة وتطوير قدرات موظفيه مع اهتمامه بكسب ثقة فريقه ليقود الفريق نحو تحقيق الأهداف المخطط لها ، بينما المستوى الثالث من سلم القيادة يتمثل في القائد العظيم الذي يسعى لتطوير العلاقات الدائمة وقيادة قريقه لتجاوز الأهداف المخطط لها ويظهر مهارة في التعامل مع الأزمات بكل هدوء ، في حين أن المستوى الرابع والذي سيأخذ منا وقفة طويلة وهو لب حديثنا ومطلبنا وهو القائد الاستثنائي الملهم الذي يحرر طاقات وقدرات فريقهويعتبر قدوة للآخرين متفاني في خدمتهم ، ماهر في تصميم الخطط الوقائية الاستباقية ومبدع في التعامل مع الغموض ، يمتلك كاريزما جاذبة وحضور قوي وإصرار على النجاح ...... وللحديث بقية عن مواصفات القائد الاستثنائي ، انتظرونا في الجزء الثاني
الأستاذة ابتهاج خليفة
مدرب ومستشار تربوي