الأَروقة

الكاتب / د- صلاح عبدالله العرابي 

 خرج من صمته المقبور تحت الثرى والتفت حول محيطه بنظرات مرتجفة ليُصافح تلك الزوايا الحافية وربما المنتصرة على الخوف ذلك الخوف البريء الذي يسافر بخطاه نحو رهف اللحظة وحصاد الدمع الهزيل في تلك العبارة التي تجسدت إزاءه بكل الوجوم والحيرة والتي ربما تأوي العزلة والإنطواء خلف إطارها فقد يراها ذلك الغائب عن بحر الحقيقة مبهمة تغيظ من لم يعرف مسالكها الوحيدة وقد تحتضر أمام أطرافك بتساؤلات عميقة تبحث عن أشلاء الطين في القبور البعيدة ولكنه بالرغم من ذلك حاول أن يركض بقراءة متأنية مع كل نقطة لون بين أدوات مفرداتها داخل طيفها وذلك ماشَدَّه بتعجبٍ بين ثناياها فعدم تعجبه مما يجول تحت وشاحها كان معدوماً على مُحيَّاه ربما من إنبهاره الذي لم يُسلب منه ذلك السرور الوقاد وهو يتصفح ذلك الوجه المشرق بين طوفان الإثارة ورقة الألوان... تسمرت حواسه وأطلق العنان لمن يرى نوره على جبينه ليُفصح عن ماكان منثوراً عليها ..ربما.. هذه الكلمة الجوهرة في التغريد و هي تتبختر على جيد المساحة و التي تصًّر عيناه على أن تتشدق بها فكل كلماتها المرسومة على ضوء شذى ألوانها تتجاذبها ازدواجية التَبَصُّر في قراءتها أوحسبان ماقد يدور في فلكها من ثنائية مشبَّعة أو ربما أكثر في مجال رؤيتها.. يصيبك الذهول أحياناً كثيرة وأنت قد تقف في المنتصف أمام بحرها أو ربما هضابها التي قد تتجلى إذا أطلقت له العنان إلى أبعد من مدارك أفقها .. أسماك تبحر في الهواء.. ربما.. جبال قد تكون منقوشة في السماء وربما تكون أنجمها متدلية نحو الأعلى بلغة سرمدية وهي تتأرجح مابين الأهلَّه وبواسق السحاب أقصد ربما تكون كذلك فنحن لانستطيع أن نجزم نحو المراد من غاية من حررها وأخرج كامل بهجتها وفي هذا جمالٌ سامق تكون قمته في براعة قيمته وأنت تقرأها بما يجسده لك وعيك الباطن أو الظاهر أو بما يُمليه صدفك وهو نافذ عليك بما تسرح به أو بما يأخذك نحوه سيان كل ذلك فحين تستسلم لحنينك من جهةٍ أخرى تجد أبجديتك تقع على رؤية تبصرية جديدة يختلف كل حرف فيها عن دروبها الفرحة أو الحزينة المحرومة من السعادة.. فقد ترى مراكب مظلمة بدلاً من تلك الغيوم القابعة في نقطة المنتصف من مجال نبضك والتي ربما كانت غير راشدة على فطنتها بعمق أو ربما تعمق فهمك لها بقاعدة المُضاد للأشياء فالروابي التي كانت مزروعة عند مدخل يقظتك قد تلاشت وأصبحت إمتداداً لياقوتة فنية نفيسة لاتصطاد وأنت واقفٌ على قدميك معناها.. لازال مسمراً في مكانه لايمور بالرغم من إلتباسها المُكتنف تجاويف أحرفها وطبيعة ألوانها وتلك لعمري بارقة هذا الإبداع الماهر الذي تنهض له بكل تفاصيل رونقك ونضارتك على أرضية منابع تشكيله وبأريحية لافواصل بينها حتى وإن كانت شطآن زخاتها باذخة حتى وإن كانت أنفاسها قارسة أو خريف أغصانها باهتة أو ظلال شمسها حارسة فهي تمر من كل المكان وكل الزمان وكل الجهات الشارقة وبكل الصمت الذي يشدو على تلك الشواطىء الواعدة !!! .