شيدوا البيت العامر
الكاتب / لافي هليل الرويلي
مد الله الأرض لنا و أسكننا أكنافها ( جبالها و سهولها و صحرائها وجزرها ) و شد الناس أطناب بيوتهم بالحبال و الطين و الحجر و جذوع الأشجار ، و كل ما ترهل البيت أو انهدم ، أحكمنا حباله بالشد أو إعادنا بناءه بالترميم ، وقد أحسن الناس في تلبية حاجة السكن الضروري ، فهو ملاذ العائلة و سكن الزوجية ، نشاهد لهفة الناس بإصلاح البيت وهو مشروع قصير الأمد و مقالنا عن البيت الدائم في الآخرة ، أخواني و أخواتي اتقوا الله وأصلحوا منازل الآخرة فهي الباقية الدائمة ، ياأولادي ويا بناتي أنتم من يساعدنا بالحسنات و يرفع الدرجات ، كونوا لنا عوناً فنحن قاصرون عن بلغوا الجنة إلا برحمة الله ، و قد ورد أنكم من سبل الدوام برصد الأعمال بالدعاء لنا ، و أنتم من يلبسنا تاج الوقار بحفظ القرآن ، وستذكرون ما أقول لكم ، شدو أطناب بيتنا العامر بالآخرة و تحوفوا مساكن آبائكم و أجدادكم ، فهم بانتظار أعمالكم الصالحة لهم و بصلاحكم و لطفكم بجيرانكم يزدان المسكن في الدنيا و سيفقدونكم إذا قُضي الأجل .
من شعر حسان بن ثابت :
وما فقَد الماضون مثلَ محمدٍ
و لا مثلَه حتى القيامةِ يُفقَدُ
رحم الله فيصل محمد و رحم الله موتانا وموتاكم وشفّـعنا وإياكم بحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم