الكاتب / عبدالله عبدالهادي//// ستندت في كتابةهذه المقالة إلى مداخلتي في برنامج إذاعي “أنفاس الصباح” على إذاعة نداء الإسلام، حيث كانت أبرز المحاور تتعلق بدور الأسرة وتأثير الأبوين في تكوين بيئة مثالية للأبناء. أشكر القائمين على البرنامج الذين ساهموا في إدارة الحوار وتوجيهه بطريقة بناءة.
في يوم الأحد 10/4/1446 الموافق 13/10/2024، كانت مداخلتي في برنامج “أنفاس الصباح” حول تأثير الأسرة، وخصوصًا دور الأبوين، في تكوين بيئة مثالية للأبناء. أود أن أخصص هذه المداخلة لوالديَّ رحمهما الله، اللذين كان لهما تأثير كبير على حياتي، حيث مثلا النموذج المثالي للأسرة التي تُعزز القيم والمبادئ.
فالأسرة هي الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع، وهي المسؤول الأول عن تربية الأجيال القادمة. إذا صلحت الأسرة، صلُح المجتمع بأكمله، وإذا اختلت أركانها، فإن المجتمع سيتأثر سلبًا. تبدأ عملية تكوين الأسرة السليمة بحسن اختيار الزوجين لبعضهما قبل الزواج، فهذا القرار ينعكس على الأبناء وعلى تكوين بيئة سليمة تُعزز القيم والمبادئ.
فوائد الأسرة للأبناء
1. التوجيه والإرشاد: الأسرة هي المصدر الأول لتوجيه الأبناء وإرشادهم، حيث توفر لهم الخبرة والحكمة اللازمة لاتخاذ القرارات الصحيحة في حياتهم.
2. تعليم القيم والمبادئ: الأسرة تغرس في نفوس الأبناء القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية، مما يساهم في تشكيل شخصياتهم وصقل سلوكهم.
3. الدعم العاطفي والنفسي: توفر الأسرة الدعم العاطفي والنفسي للأبناء، مما يعزز شعورهم بالأمان ويساعدهم على مواجهة تحديات الحياة بثقة.
4. التعليم والتثقيف: تلعب الأسرة دورًا كبيرًا في تعليم الأبناء وتوفير بيئة تعليمية تساعدهم على تطوير قدراتهم ومهاراتهم.
5. تعزيز التواصل والاحترام: تُعلم الأسرة الأبناء قيمة التواصل الفعّال والاحترام المتبادل، ما يساعدهم في بناء علاقات صحية في المستقبل.
6. تكوين الهوية الشخصية: تساهم الأسرة في تكوين هوية الأبناء وتعزيز شعورهم بالانتماء، مما يساعدهم على النمو بثبات وثقة.
تجربتي مع أسرتي
أود أن أشارك تجربتي الشخصية مع أسرتي، خاصة مع والديَّ رحمهما الله، اللذين غَرَسا في نفسي العديد من القيم والمبادئ. لقد تعلمت منهما عدة دروس أساسية، والتي لا تزال تؤثر في حياتي حتى اليوم، ومن أبرزها:
1. حب الوطن: والدي كان يؤكد دائمًا أن الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هو بيتنا الكبير الذي يجب أن نحافظ عليه. غرس فيّ حب الوطن والعمل من أجله بكل إخلاص للحفاظ على مكتسباته ومقدراته.
2. العيش في الواقع: كانت والدتي تؤكد أهمية العيش في الواقع، وعدم الانجراف وراء الأحلام غير الواقعية. علمتني أن النجاح لا يأتي إلا من خلال مواجهة التحديات بواقعية وجهد مستمر.
3. البر يتوارث بين الأجيال: تعلمت من أبي أن البر لا ينتهي بوفاة الوالدين، بل يستمر عبر الأجيال. كان حريصًا على الدعاء والصدقة لوالديه رغم رحيلهما، مما علمني أهمية الوفاء بالعهود والبر بالعائلة حتى بعد رحيلهم.
4. قيمة الصبر والمثابرة: من خلال ملاحظتي لأبي في تعاملاته اليومية، تعلمت قيمة الصبر والمثابرة. كان يواجه التحديات بابتسامة، ويعلمنا أن كل عقبة هي فرصة للتعلم والنمو.
5. أهمية التعليم: كان والدي يؤكد على أهمية التعليم كوسيلة لتحقيق الأهداف. كان دائمًا يشجعني على متابعة دراستي والسعي لتحقيق أحلامي، ويزرع فيّ حب المعرفة.
خاتمة
تجربتي مع أسرتي مليئة بالدروس والعِبر التي شكلت شخصيتي وجعلتني أدرك أهمية الأسرة في بناء المجتمع. الأسرة ليست مجرد مكان نعيش فيه، بل هي المصدر الأول للقيم والتوجيه، وهي التي تمنحنا القوة لمواجهة الحياة وتحقيق النجاح.
أتمنى أن يكون هذا المقال قد قدم نظرة شاملة حول أهمية الأسرة وتأثير الأبوين في حياة الأبناء، وكيف أن القيم والمبادئ التي نغرسها في أبنائنا هي التي ستؤثر في مستقبلهم ومجتمعهم.
مع الأخذ في الاعتبار أهمية عامل الوقت في البرامج الإذاعية، حاولت أن أكون مختصرًا ومركزًا على النقاط الرئيسية دون إطالة، لضمان استيعاب المستمعين للرسالة بشكل فعال.