تعاقبت الأجيال ..
كتبه / د. عبدالرحمن نور الدائم
المعذرة يا شبابنا إذا لم يكن تداخلنا معكم مباشرةً ولكن نعيش معكم الاحداث لحظة بلحظة
ونبارك لكم جميع اقوالكم وافعالكم فأنتم انسنا وأنتم احاسيسنا في زماننا الفائت وزماننا الحالي وزماننا الضائع وزماننا القادم بمعني زماننا الفائت ما مضى من عمرنا وما كنا نعمله في تلك الفترة ونضع المقارنة هل نحن كنا أذكي منكم أم أنتم كنتم أذكي منا (نترك لكم المقارنة ) واكيد على زماننا مع بداية زمانكم كنتم تستوعبون ما يدور حولكم ومن هنا تم الاتفاق مع بني جيلكم لرسم الية الطريق لجيلكم القادم من مبدأ خالف تذكر ومن مبدأ آتِي بفعلي لأثبت شخصيتي وبمفهومي أقول أنا هاهنا فأنتظروني فإني قادم اليكم وبفعلك هذا لا تعلم أنك انتهجت خط سير وضعت فيه لبنة من لبنات الجيل القادم هذا مايخص جيلنا السابق وما يخص جيلنا الحالي بيننا وبينكم معارك حامية الوطيس تُستعمل فيها كل اسلحة التغيير والتحمس والاندفاع لتأييد اثبات الذات وتواكب العصر بمفهوم التكنولوجيا وعهد التسارع والمضي قدماً للحاق بالركب الذي كلما اقتربت منه زاد سرعته ليفهمك أنك مازلت تحبو بين هذا وذاك ضاعت جهودنا معكم وصرنا نتفرج عليكم فرجة المشفق ولسان حالنا يقول جربناها قبلكم ومالحقناها وبين تسرعكم وتأنينا وُجِدٓتْ الحلقة المفرغة التي اصبحت كالحفرة التي تُدفن فيها حقبة من حقبات الدهر بما هو كان مقبول وماهو غير مقبول فبماهو مقبول ما كنا نتباكى عليه ونقول كان في زماننا الناس متواصلة وقلوبها نظيفة والكل يحس بالآخر وماهو غير مقبول مانراه قد اندثر بفعل التسارع والجري وراء ما كنا نظن أننا سندركه( مواكبة العصر ) وكلما اقتربنا منه ظهرت لدينا عوالم تكنولوجية اخري اشغلتنا عن ماكنا نجري وراءه لندفن ايضاً ماضينا الذي يتمثل في جيلنا وحاضرنا الذي يتمثل فيكم أنتم وتكون حلقةً متصلةً ببعضها البعض لتذكرنا بمقولة سيدنا علي ابن ابي طالب حيث قال رٓبْوُ اولادكم على غير تربية جيلكم
( وتلك الأيام نداولها بين الناس)
وعن حالنا في حاضرنا الآن هنالك من يترقب بعين بثلاث أنواع من الرؤى الرؤية الاولي حسب مفاهيمهم رؤية الاوامر والانضباط ولم الشمل والتحفظ على المواكبة التي تتنافي مع مفاهيم العادات السابقه التي تكون فيها نوع من الوسطية قبل زمن التسارع ومواكبة العصر امتثالاً لقوله صل الله عليه وسلم ( عليكم بالرفق ) ما وضع في شئ إلا زانه وما انتزع من شئ إلا شانه والرؤية الثانية وهي ماذا أنتم فاعلون ماعندكم عندنا تساوت بيننا الفوارق تكنولوجيا تكنولوجيا التنافس بينكم حامي الوطيس اندثرت خلاله معالم جيلكم الحاضر واندمجت مع معالم الجيل القادم الواقع هو الواقع والتجارب هي التجارب وكل منا يثبت علي الآخر رؤياه وتطلعاته هذا هو زمن التسارع وزمن اختلاط الحابل بالنابل واصبح جيلنا الحالي ذالك الجيل المستهلك الذي نطبق عليه جيل عيش اللحظة وطبعاً مثل هذا الواقع لا يمكننا أن نطبق عليه جيل حضارات لنقول حضارات سادت ثم بادت وإنما نقول عليه جيل تكنولوجيا تعاقبت ثم تعاقبت
وايضاً لا يمكننا أن نعول علي بعضنا البعض ونلطم الخد بالخد علي ما آل إليه حالنا فكلنا في الهواء سواء ونحن ممن صنع ذاك الهوى.