مفهوم الإدارة المحلية في الدولة الحديثة ...
خلال اطلاعي في الآونة الأخيرة على الكثير من المراجع العلمية والإدارية فيما يخص مفهوم الإدارة المحلية وإسهاماتها الكبيرة في التنمية المحلية للدولة الحديثة أحببت أن الخص لكم قرائي الأعزاء غيضا من فيض مما خلصت اليه
إذ تعتبر الإدارة المحلية بمفهومها العام إحدى أفرع الإدارة العامة ويعتبر نظام الإدارة المحلية هو الركيزة واللبنة الأولى والأساسية للديموقراطية الإدارية الصحيحة والسليمة فهي في تعريفها العام والبسيط اللامركزية الإدارية فهي من الأساليب الإدارية التي تقوم على توزيع السلطات والوظائف بين السلطة الحكومية المركزية والسلطات المحلية بهدف أن تتفرغ الحكومة المركزية لرسم السياسات العامة للدولة .
وقد حقق هذا الاسلوب الإداري المرن والسلس في الدول المتقدمة الكثير من النجاحات والإنجازات .
فالحكومات المركزية في هذه الدول أخذت تنحو نحو منحى الإهتمام برسم السياسات والإستراتيجيات الكبرى للدولة وتضطلع بوضع وتنفيذ السياسات العامة والخطط التنموية العامة وأعطت الإدارات المحلية فيها الضوء الأخضر لتتولى بنفسها إدارة التنمية المحلية بمناطقها .
ولعل مفهوم الإدارة المحلية بالمملكة العربية السعودية تعود جذوره الأولى لمرحلة التكوين والتأسيس لهذه الدولة عندما أمر جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - بتأسيس ما كان يسمى في حينه بالمجلس الأهلي المحلي والذي كان النواة الأولى للإدارة المحلية بالمملكة العربية السعودية والذي تطور فيما بعد وذلك من خلال صدور نظام أمراء المناطق في نهاية الخمسينيات الهجرية ( ١٣٥٩هجري) والذي يقوم على أساس تقسيم مناطق المملكة إلى إمارات ليسهم هذا التقسيم إلى تنظيم الإدارة المحلية بهذه البلاد المترامية الأطراف بحيث أنه أصبح أمير كل منطقة هو الحاكم الإداري الأول لمنطقته والقائم الأول والمشرف الأوحد على عملية التنمية المحلية بمنطقته وظل هذا النظام وبهذه الكيفية قائما ومعمولا به حتى صدر الأمر السامي في العام ١٤١٢هجرية بما يسمى ( نظام المناطق) وبذلك أصبح لمجالس المناطق دور في موضوع التنمية المحلية وعلى هذا الأساس يمكننا القول بأن الهدف من هذا النظام هو رفع كفاءة الأجهزة الحكومية ورفع مؤشر أدائها العملي ليتحقق بذلك المزيد من التنمية المحلية المستدامة لكل منطقة إدارية من مناطق المملكة .
ولعلي أختم -أحبتي - بكلمات عملاق من عمالقة الإدارة وفذ من افذاذها ورائد من رواد الإدارة المحلية البارزين بالمملكة لما يمتلكة من خبرة عريقة وفكر رفيع ومستنير في هذا المجال تزيد عن خمسة عقود الا وهو مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير / خالد الفيصل -حفظه الله- حيث يقول سموه الكريم
" إن مجلس المنطقة هو الأدرى بشعابها وهو الأكثر تلمسا لإحتياجاتها ومعايشة لمشاكلها وإدراكا لتطلعات أهلها" .
وبناء على كلام الأمير الخبير فإن الأكثر قدرة على تحديد أولويات مشاريع وإحتياجات كل منطقة هو مجلسها المحلي وليس الوزراء والمسؤولين في الحكومة المركزية والبعيدين بالتالي عن المنطقة معايشة وموقعا .
بقلم الكاتب/ يحي قرادي