*بقلم الاستاذ محمد رياني
##################
*عندما تكتب عن رجل بهذا الحجم وبهذا الإجلال والعظمة تشعر بالهيبة والفخر ، قدم 86 عاما من عمره عطاء وحبا وولاء ووفاء ، عاش حياته حبا وشغفا للعلم يتنقل في مختلف
ميادينه وعلومه، هذا الرجل مازال في ذاكرة الوطن وفي ذاكرة الاجيال ، جيل بعد جيل اسمه *محمد بن احمد عيسى العقيلي* سليل عائلة عريقة ذات مكانة علميه ، ولدا هذا العلامة في محافظة صبيا عام 1336هجري ، درس في صباه على يد الشيخ محمد بن خميس بن جبير ثم تولاه والده في تعليمه مبادئ الفقه والنحو ، ولم يتوقف هذا الشاب الشغوف بالعلم فواصل تعليمه على يد الشيخ احمد الاهدل في محافظة صبياء ، والتحاقه بحلقة الشيخ عقيل بن احمد في مدينة جازان .
بدت موهبته وعبقريته في الشعر والأدب تلفت من كان حوله فأغرف بشغف من مصادر الأدب والعلم وارتوى منه
حتى بات اديبا وشاعرا يشار له بالبنان
فألف ديوانين السلاطين دراسة وتحليل وتحقيق ثم اتبعه في تأليف الشاعر الجيزاني ابن هتيمل دراسة وتحليل وتحقيق ، وكذلك إبن شاجر الشاعر الجيزاني دراسة وتحقيق وتحليل ولم يتوقف العقيلي هذا الأديب الكبير عند هذ الحد بل ألف كتابا عن الأدب الشعبي في الجنوب دراسات ونصوص واتبعه بديوان الأنغام المضيئة ثم كتاب أضواء على الأدب والأدباء ، وديوان افاويق الغمامثم وايضا تأليفه معجم اللهجات المحلية دراسه لغوية مقارنة
تجاوزت شهرته في الأدب والشعر من المحلية إلى العالمية بقصيدته الشهيرة التي نشرت في جريدة لَموموند الفر نسية.
بطولة ديجور وكذلك قصيدته الأشهر عن منطقه جازان
*بقوله جازان من هواك لشاكي 000 أفاتنصتين لبلبل غناك
*قصيدة مازالت لهذه اللحظة تدرس في كتب الأدب والقراءة في المراحل المدرسية
*لم محمد بن احمد العقيلي يكتفي بالأدب أن يكون اديبا أو شاعرا بل مضى في سبيله لينهل من التاريخ ماشاء فاصبح مؤرخا ومرجعا لتاريخ منطقة جازان ، حيث ألف كتابه الشهير
المخلاف السليماني التاريخ السياسي والأجتماعي مكون من ثلاثة اجزاء ، وتأبى همته أن يتوقف شغفه بالعلم فواصل ارتوائه من علم الجغرافيا ليخدم المنطقة ، فقام برحلات لمحافظات المنطقة متنقلا مابين مدنها وقراها وهجرها النائية في السهول والجبال لايأبه بالعناء والشقاء في سبيل العلم وخدمة الوطن والمواطن فألف المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودي عن منطقة جازان فأبرع وتميز في وصف
طبيعة المنطقة الخلابة التي تنوعت صورها
*وتجاوز ذلك اإلى وصفه للجزيرة العربية ، وواصل هذا العلامة العبقري رحلاته إلى القارات الثلاث اسيا واروبا وافريقيا وسجل ابداعا منقطع النظير في الشعر والوصف وخصوصا عندما زار وشاهد جزر هاواي وشلالات نياجرا
العقيلي العلامة له أكثر من ثلاثين كتابا في الأدب والتاريخ والجغرافيا
يتسم شعره في استخدام الكثير من اغراض الشعر حيث وظف خيالاته وذوقه الرفيع والعام في تركيب المعاني واختياره الألفاظ بدقة واتقان ، تجده كتب العديد من القصائد الوطنية التي اكدت على صدق انتمائه وولائه للوطن
وكان من اشد الناس حبا واعجابا بشخصية الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة وورثائه لملوك السعودية ورصده لمظاهر التنمية السعودية ومعطياتها الوطنية.
تنقل هذا الأديب الكبير خلال حياته العملية في عدة مناصب ادارية في عام 1395هجري
اسس النادي الأدبي بجازان وعمل رئيسا له حتى عام 1400هجرية وفي عام 1408هجري
أهدي العلامة محمد احمد العقيلي مكتبته بالكامل لجامعة الملك سعود بنفائس الكتب
كرم العقيلي الذي يعد حاصد الجوائز الذهبية حصوله على الميدالية الذهبية في مؤتمر مكة الذي اقامته جامعة الملك عبد العزيز والذي كرم فيه الرواد السعوديين عام 1394 هجريى ،
وفي نفس العام حصل على ميدالية الريادة الذهبية في مؤتمر الأدباء السعوديين
رحل هذا العلامة عن دنيانا العبقري وقد ترك للمكتبة العربية والسعودية إرثا ومرجعا لطلبة العلم في الأدب والتاريخ والجغرافيا وذلك في عام 1423هجرية عن عمر يناهز 86 عاما إثر مرض ألم به وذلك في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة
رحمه الله رحمة واسعة وجعل مثواه الفردوس الأعلى إن شاءالله